هل تجد نفسك مرتبكًا ومليئًا بالقلق بمجرد الاستيقاظ من النوم، حتى دون وجود سبب منطقي؟ هل تميل إلى رؤية الأمور من منظور سلبي فيما يتعلق بمستقبلك؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون مستعدًا لاكتشاف كيف يمكن للتفكير الإيجابي تحسين حياتك بشكل كبير.
في هذا المقال المختصر، نستكشف تعريف التفكير الإيجابي وفوائده عديدة. انطلق معنا واكتشف كيف يمكنك إعادة برمجة عقلك من أجل حياة مليئة بالإيجابية والرفاهية.
ما هو التفكير الإيجابي؟
ببساطة، يُعرّف التفكير الإيجابي “Positive thinking” بأنه نهج حياة حيث يميل الأشخاص الإيجابيون إلى اتباع طريقة تفكير صحية وواعية.
يتضمن هذا النهج تقدير الأمور كما هي دون تضخيمها أو القلق بشأن المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يركز التفكير الإيجابي على إيجاد الفرص والحلول بدلاً من التركيز حصريًا على المشكلات. وهذا يساعد على تبديد المشاعر السلبية وتعزيز الإيجابية والرفاهية.
ما هي فوائد التفكير الإيجابي؟
لماذا عليك تبني التفكير الإيجابي؟ إليك الفوائد التي ستحصل عليها عند اكتساب وتطبيق مهارة التفكير الإيجابي:
توتر أقل
يساعد التفكير الإيجابي على تقليل مستويات التوتر والقلق عن طريق تحويل التركيز نحو الجوانب الإيجابية وإيجاد حلول للتحديات بدلاً من التركيز على السلبيات.
إبداعية أكثر
يؤدي تقليل التوتر الناتج عن التفكير الإيجابي إلى تحفيز الإبداع والابتكار. عندما تنظر إلى الأمور بإيجابية، فإن ذلك يزيد من قدرتك على التفكير خارج الصندوق و استكشاف حلول جديدة ومبتكرة للمشكلات.
تعزيز العلاقات الاجتماعية
لا يميل الناس عادةً إلى الاستمتاع بصحبة الأشخاص السلبيين الذين يميلون إلى رؤية الأمور بطريقة سلبية. وبدلاً من ذلك، فإنهم يجدون أنفسهم منجذبين نحو الأفراد الذين يتبنون موقفًا إيجابيًا في الحياة.
يساعد التفكير الإيجابي في بناء وتعزيز العلاقات الاجتماعية عن طريق جعلك أكثر جاذبية للأشخاص الناجحين والإيجابيين. وهذا لا يرجع فقط إلى أن الأشخاص الإيجابيين يكونون أكثر متعةً في التعامل معهم فحسب، بل لأنهم غالبًا ما يكونون أكثر نجاحًا وثقة بأنفسهم أيضًا. وبالتالي، فإن تبني عقلية إيجابية يمكن أن يساعدك على توسيع دائرتك الاجتماعية وجذب المزيد من الأشخاص الإيجابيين إلى حياتك.
أكثر تطوراً وازدهاراً
إن التفكير الإيجابي يجعلك تأبى إلا التواجد مع الإيجابيين، ووجودك في مجتمع من الإيجابيين سيحفز لديك حب التطور والازدهار على المستوى النفسي والعملي.
خطوات التفكير الإيجابي
كيف تكتسب مهارات التفكير الإيجابي؟ إليك خطوات اكتساب مهارة التفكير الإيجابي:
تقبل الواقع وغير ما يمكن تغييره
الخطوة الأولى للتفكير الإيجابي هي قبول الأشياء التي لا يمكن تغييرها. ثم فكر بموضوعية في الأشياء التي يمكنك العمل على تغييرها. إلى جانب ذلك، مارِس الامتنان لله تعالى على النعم التي أنعم بها عليك في حياتك بدلاً من التركيز على ما تفتقر إليه.
أكدت الدراسات العلمية، مثل دراسة عام 2011 المنشورة في مجلة علم النفس الاجتماعي (Journal of Personality and Social Psychology)، أن الأشخاص الذين يمارسون الامتنان لديهم مستويات أقل من الاكتئاب والضغط النفسي، كما أن لديهم شعورًا أكبر بالسعادة والرضا عن الحياة.
اقرأ الكتب واسمع البودكاست
يُعد بناء عقلية إيجابية أساس التفكير الإيجابي. هذا يتضمن فهم نفسك وتغيير طريقة تفكيرك السلبية تجاه الأشياء والأشخاص من حولك. يمكن أن تساعدك الكتب والمحاضرات والبودكاست من قبل المتخصصين في علم النفس في تحقيق ذلك.
فهم نفسك هو الخطوة الأولى لتغيير طريقة تفكيرك. تُمكّنك الكتب، وخاصة تلك التي كتبها متخصصو علم النفس، من فهم دوافعك وردود أفعالك بشكل أفضل. وهذا يقود إلى اتخاذ قرارات أكثر وعياً وتبني موقف أكثر إيجابية تجاه الحياة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يوفر الاستماع إلى الخبراء في علم النفس الإيجابي رؤية علمية لكيفية تأثير التفكير الإيجابي على رفاهيتك العامة وجودة حياتك.
خطط لحياتك وارسم أهدافك
يساعدك التخطيط الجيد لحياتك على تجنّب المشاعر السلبية الناشئة عن إضاعة الوقت. حدد أهدافًا عامة للسنة وضع جدولاً زمنيًا أسبوعيًا. لا تترك نفسك بدون جدول محدد تسجّل فيه مهام يومك، بما في ذلك العمل والتعلم وكذلك وقت للترفيه ونوم كافٍ.
يجب أن يكون لممارسة الرياضة دور أساسي في جدولك اليومي. ابدأ بالمشي، الذي سيساعدك على الاسترخاء والتأمل. سيساعدك التخطيط الجيد والحياة المنظمة على الشعور بمزيد من السيطرة على حياتك، مما سيقلل من التوتر والقلق ويساهم في تفكير أكثر إيجابية.
لا تجبر نفسك دائما على التفكير الإيجابي
من المهم أن نتذكر أن التفكير الإيجابي لا يعني تجاهل ضغوطات الحياة أو تجنب مشاعر الغضب والحزن التي قد تنشأ. الحياة ليست مثالية، ومن الطبيعي مواجهة مواقف سلبية خارجة عن سيطرتنا.
عندما تحدث أشياء سيئة، لا تقمع مشاعرك أو تجبر نفسك على أن تكون إيجابيًا. تقبّل مشاعرك الإنسانية مع إدراكك التام لحجم كل موقف. اسمح لنفسك بالشعور بالحزن أو الغضب، ولكن لا تدع هذه المشاعر تستهلكك.
بدلاً من ذلك، حاول فهم سبب شعورك بهذه الطريقة واستخدم هذا الفهم لتنمية الشفقة والتعاطف تجاه نفسك والآخرين. بهذه الطريقة، يمكنك التعامل مع التحديات بطريقة صحية وإيجابية.
كتب عن التفكير الإيجابي
- لمزيد من المعلومات حول التفكير الإيجابي، نوصيك بقراءة كتاب "قوة التفكير الإيجابي" للدكتور نورمان فنسنت بيل. يُعد هذا الكتاب دليلاً كلاسيكيًا وعمليًا لاكتساب عقلية إيجابية بناءة. يزود القراء بالمبادئ والإرشادات المجربة لمساعدتهم على التغلب على القلق والغضب والأفكار السلبية الأخرى وتنمية الإيمان.
يُنسب إلى كتاب "قوة التفكير الإيجابي" أنه من أوائل الكتب التي أدخلت مفهوم التفكير الإيجابي في مجال التنمية الذاتية وأوضحت أهميته وكيفية تطبيقه. للحصول على ملخص سريع للكتاب، يمكنك دخول الي قسم "ملخصات كتب"، أكبر مكتبة عربية للمحتوى المعرفي القصير. يوفر ملخصات كتب مدتها 15 دقيقة لقراءتها ، بما في ذلك ملخص لـ "قوة التفكير الإيجابي".
- كتاب آخر نوصي به حول التفكير الإيجابي هو "الإيجابية" للدكتورة باربرا فريدريكسون. يقدم هذا الكتاب نهجًا فريدًا لحياة سعيدة وصحية وناجحة من خلال التركيز على تعزيز المشاعر الإيجابية.
استندت الدكتورة فريدريكسون في كتابها إلى أبحاث علمية ودراسات أكاديمية في علم النفس، مما يمنحه مصداقية عالية ومستوى من الجودة نادرًا ما يوجد في كتب تطوير الذات. يوفر الكتاب رؤى عملية حول كيفية دمج الإيجابية في جميع جوانب حياتك.
للحصول على ملخص سريع للكتاب، يمكنك تنزيل تطبيق "وجيز"، أكبر مكتبة عربية للمحتوى المعرفي القصير. يوفر التطبيق ملخصات كتب صوتية مدتها 15 دقيقة، بما في ذلك ملخص لكتاب "الإيجابية".